للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زعمه أنّ بعض أهل العلم قد طلب منه أن يفصل بين تفسيره وبين النّص القرآنيّ بكلمة (أي) حتى لا يلتبس كلامه بالقرآن الكريم.

وهذا مما دفع إلى اتهامه بالكفر، ومحاولة إقامة حد الردة عليه (١)

يقول " ابن إياس" في أحداث شهر" ذي الحجة" من سنة (٨٧٧) :

" ومن الوقائع في هذا الشهر أنّ " البرهان البقاعيّ" وقاضي الجماعة " أبو عبد الله القلجانيّ المغربيّ المالكيّ " وقع بينهما بحثٌ في بعض المسائل، فوقع من " البرهان البقاعيّ " في ذلك المجلس جوابٌ ضبطه عليه قاضي الجماعة , وصرّح بكفره، وشهد عليه (٢) ، وأراد أن يقام عليه الدعوى عند قاضي القضاة المالكيّ , فلمَّا علم كاتب السرِّ " ابن مزهر " بذلك طلب "البقاعيّ " إلى عنده, وحكم بعض القضاة بحقن دمه , ولولا كاتب السرّ ما حصل على " البقاعيّ" خير, والذي جرى على " البقاعيّ بخطيئة " ابن الفارض " فإنّه كان رأس المتعصبين عليه (٣) , واستمر "البقاعيّ" في عكس حتى مات"

يقول "ابن حجر الهيثمي" " ضبط عليه في مناسباته، فحكم بتكفيره وإهدار دمه ولم يبق من ذلك إلا إزهاق روحه لولا استعان ببعض الأكابر حتى خلصه من تلك الورطة واستتيب في الصالحية بمصر وجدد إسلامه " (٤) .


(١) - نظم الدرر:٢٢/٢٤٤، مصاعد النظر:١/١١١-١١٢، ١٣٦، ١٤٧، البدر الطالع:١/٢٠
(٢) ?- لايليق بأحد فضلا عن أن يكون من اهل العلم فضلا عن أن يكون قاضي جماعة أن يسعى إلى إيقاع أحد من المسلمين في ما لايرضِي، ولا أن يتربص به يحصي عليه زلاته، بل المسلم شأنه مِعْذارٌ يقبل أعذار إخوانه بل يقيم لهم عند نفسه من الأعذار ما يزيده إقبالا عليهم وإن لم يكن لهم عند انفسهم عذر
(٣) ?- هذا من الضلال والإضلال الذي لايستطيع مسلم عاقل أن يسكت عليه: كيف يكون التصدي للمنكر والأمر بالمعروف في باب التوحيد سببا في أن يعاقب
(٤) – الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي المكي: ص/٥٣. وبدائع الزهور لابن إياس – ج٣ ص ٨٩

<<  <   >  >>