للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تفديه من العذاب، وتفكه منه).

٩ - القرض الحسن: القرض الحسن تفك به ضائقة المسلم، وترد عليه سعادته بعد الضيق والضنك الذي يجده من حاجته إلى المال، وقد رتب الشارع الأجر على القرض فهو من الإحسان، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «دخل رجل الجنة فرأى مكتوبًا على بابها: الصبر بعشرة أمثاله، والقرض بثمانية عشر» [رواه الطبراني والبيهقي وحسنه الألباني].

وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين، إلا كان كصدقتها مرة» [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].

قال ابن القيم عند قول الله - عز وجل -: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: ٢٤٥]، قال رحمه الله: (سمى الله هذا الإنفاق قرضًا حسنًا؛ حثًا للنفوس وبعثًا لها على البذل). ثم قال رحمه الله: (وحيث جاء هذا القرض في القرآن قيده بكونه حسنًا، وذلك يجمع أمورًا ثلاثة:

أحدها: أن يكون من طيب ماله، لا من رديئه وخبيثه.

والثاني: أن يخرجه طيبة به نفسه، ثابتة عند بذله؛ ابتغاء مرضاة الله.

الثالث: أن لا يمن به ولا يؤذي.

فالأول: يتعلق بالمال، والثاني: يتعلق بالمنفق بينه وبين الله،

<<  <   >  >>