للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجب على المؤمن أن يكون شاكراً في نعمائه صابراً في ضرائه منيباً إلى ربه في جميع أحواله وفي حديث ابن عباس -رضى الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده أمامك, تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".

فمن تعرف إلى الله في النعمة والرخاء عرفه الله وحفظه حين الضراء والبأساء ولكن ..

نحن ندعو الإله في كل كرب ... ثم ننساه عند كشف الكروب (١)

قال سلمان الفارسي: إذا كان الرجل دعّاء في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله تعالى قالت الملائكة: صوتٌ معروف فشفعوا له, وإذا كان ليس بدعّاء في السراء فنزلت به ضراء فدعا الله تعالى قالت الملائكة: صوتٌ ليس بمعروف فلا يشفعون له.

وقال رجل لأبي الدرداء: أوصني, فقال: اذكر الله في السراء يذكرك الله -عزّ وجل- في الضراء (٢).

فمن خاف الله وحفظه في صحته, حفظه في مرضه, ومن راقب الله في خطرٍ حرسه الله في حركاته وسكناته (٣).

وقال بعض السلف: يا ابن آدم لقد بورك لك في حاجة,


(١) جامع العلوم والحكم ١٣٠.
(٢) جامع العلوم والحكم ١٨٩.
(٣) تسلية أهل المصائب ٣٨.

<<  <   >  >>