للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآخرة وكان يقول هو والأنبياء عليهم السلام: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة" وكانوا يستعيذون من شماتة الأعداء وغيرها (١).

يا من عزم على السفر إلى الله والدار الآخرة , قد رفع لك علم, فشمر إليه فقد أمكن التشمير, واجعل سيرك بين مطالعة منيته ومشاهدة عيب النفس والعمل والتقصير, فتعلق بحبل الرجاء وادخل من باب التوبة والعمل الصالح, إنه غفورٌ شكور, واعلم - رحمك الله - أن الأعمال بخواتيمها, فإنه ربما أضله في اعتقاده, وربما حيل بينه وبين التوبة, فينبغي للمصاب بنفسه أو بغيره أن يعلم أو يعلم لغيره أنها صبر ساعة فيتجلد ويحارب العدو جهد طاقته, فبصدقه تحصل له عليه الإعانة من الله (٢).

أخي الحبيب:

قال شفيق البلخي: من يرى ثواب الشدة, لا يشتهي المخرج منها.

فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت .. أعطيت فأجزلت وقضيت فلطفت .. لا نرجو سواك ولا نلجأ إلا إليك.

قال الله -جل وعلا-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ


(١) الإحياء ٤/ ١٤٠.
(٢) تسلية أهل المصائب باختصار ٣٧.

<<  <   >  >>