للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.

ومنها: أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات, ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في أخرى, ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه, فلو رضي باختيار الله, أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه, وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه, لأنه مع اختيار لنفسه, ومتى صح تفويضه ورضاه, اكتنفه في المقدور العطف عليه واللطف به, فيصير بين عطفه ولطفه, فعطفه يقيه ما يحذره, ولطفه يهون عليه ما قدَّره (١).

أخي الحبيب:

في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك, ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي وغمي, إلا أذهب الله همه وغمه, وأبدله مكانه فرحاً, قال: يا رسول الله أفلا نتعلمهن؟ قال: بلى. ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".

سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين: عمن يتسخط إذا نزلت به مصيبة؟

فأجاب بقوله: الناس حال المصيبة على مراتب أربع:


(١) الفوائد باختصار ١٧٩.

<<  <   >  >>