للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقدر له مكافأة ولا جزاء, قال: فربك أحق وأحرى أن تدأب نفسك له في أداء شكره وهو المحسن قديماً وحديثاً إليك والله لشكره أيسر من مكافأة عباده, إنه تبارك وتعالى رضي من العباد بالحمد شكراً (١).

وعندما سئل سفيان بن عيينة عن الزهد في الدنيا فقال: إذا أنعم عليه فشكر, وإذا ابتلي ببلية فصبر, فذلك الزهد (٢).

وكان الفضيل بن عياض إذا قرأ {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} يبكي ويرددها ويقول: إنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا (٣).

فاللهم ارحمنا برحمتك والطف بنا في قضائك وارحم ضعفنا واجبر كسرنا.

أخي .. عندما نسمع ما حل بالقوم ورضاهم عن الله -جل وعلا- وصبرهم على المصائب واحتسابهم الأجر .. نرى البون الشاسع بين حالنا وحالهم .. لنستمع إلى هذه الواقعة .. ونقيسها على ما بنا من مصائب ومحن .. إنها نقطة في بحر ورذاذٌ من مطر.

قال حكيم من الحكماء: مررت بعريش مصر وأنا أريد الرباط فإذا برجل في مظلة قد ذهبت عيناه ورجلاه, وبه أنواع البلاء وهو


(١) عدة الصابرين ١٧٤.
(٢) السير ٨/ ٤٦٨.
(٣) الإحياء ٤/ ٣٨٤.

<<  <   >  >>