للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لله ربٌ رحيم جوادٌ كريم ..

وقد يحصل للعابد الجاهل بمصيبته من الجزع ما يسوء الناظر إليه, والسامع عنه, من الاعتراض على الأقدار, وما ذاك إلا لإدلاله بعبادته, فإنه قد شوهد أن خلقاً كثيراً من أهل الدين والخير عند موت أحبابهم جرى منهم أمورٌ ينكرها العقال من الناس فمنهم من خرق ثيابه, ومنهم من لطم خده, ومنهم من اعترض على القضاء والقدر (١).

فلا شيء أنفع من العلم, لأن العالم لو حصل له هلعٌ شديد في مصيبته يعلم أنها زلة منه, فيدري كيف يتنفس, والعابد الجاهل كلما غاص إلى أسفل يظن أنه صاعدٌ إلى فوق فإذا امتحن الشخص ينبغي له أن يتداوى بالأدوية الشرعية (٢).

أما علمت -أخي- أنه لا بد من الفرقة, ومن المرض بعد الصحة .. ومن البعد بعد القرب .. فهذه حال الدنيا.

وأنت يا أخي:

لن تستطيع لأمر الله تعقيباً ... فاستنجد الصبر أو فاستثمر الحُوبا

وافزع إلى كنف التسلم وارض ... بما قضى المهيمن مكروهاً ومحبوبا (٣)


(١) تسلية أهل المصائب ٣٤.
(٢) تسلية أهل المصائب ٣٤.
(٣) السير ١٤/ ٢٨٠.

<<  <   >  >>