للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا, أما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه لكن صبر عليها.

المرتبة الرابعة: الشكر: وهو أعلى المراتب, وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها حتى الشوكة يشاكها" (١).

أخي الحبيب: إن كانت الدنيا أطلقت سهامها وسلت سيوفها .. فإنا رضينا بقضاء الله وقدره نشكره على قضائه ونصبر على طاعته, فهو صاحب الإحسان الجزيل والعطاء الكثير .. {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

جعلني الله وإياك من الشاكرين الراضين الصابرين المحتسبين .. وجمعني وإياك في جنات عرضها السموات والأرض فيها السعادة بلا شقاء والحياة بلا موت والنعيم بلا زوال.

وجعلني الله وإياكم من الصابرين {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٢).


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٢/ ١٠٩.
(٢) البقرة, الآيتان ١٥٦ - ١٥٧.

<<  <   >  >>