الرابع من المحاور الرئيسة: لين الخطاب واختيار العبارات المناسبة، فالله -عز وجل- خاطب الكفار في مقام الدعوة بقوله تعالى:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}[النساء: ١٧١]، وقال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ}[آل عمران: ٦٤]، وهم يفرحون بهذا النداء وأنهم أمة كتاب.
وإبراهيم -عليه السلام- تلطف وترفق في دعوة والده فاسمعه يقول مرات عديدة:{يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}[مريم: ٤٤، ٤٥].
والله -عز وجل- لما أرسل موسى وهارون إلى فرعون قال له سبحانه:{قُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[طه: ٤٤].
والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما أرسل الرسائل للملوك والرؤساء يدعوهم إلى الإسلام، قال فيها - صلى الله عليه وسلم -: «من محمد رسول الله إلى عظيم الروم»، و «من رسول الله إلى عظيم فارس».
وسهيل بن عمر لما جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية وكان في حينها كافرًا، قال له - صلى الله عليه وسلم -: «انتهيت، أبا الوليد» كل ذلك رغبة في فتح قلبه ودعوته.
وقد أرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك في أحاديث كثيرة:«يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا»[رواه البخاري].
ومن الوسائل في ذلك البشاشة وحسن المعاملة وهذه تحتاج