اليأس عدو قاتل للدعوة إلى الله -عز وجل-، بل هو من أشد أعدائها، وقد قام الأنبياء والمرسلون بالدعوة إلى الله -عز وجل- دون كلل وملل، المرة تلو الأخرى ....
هذا نوح -عليه السلام- له سنوات طويلة وهو صابر محتسب قائم بأمر الدعوة، قال تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}[العنكبوت: ١٤].
لله دره على عظيم صبره في الدعوة، ومع هذه المدة الطويلة ما آمن به إلا القليل منهم.
قال ابن كثير -رحمه الله-: «وكان كلما انقرض جيل وصوا من بعدهم بعدم الإيمان به ومحاربته ومخالفته وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل عنه كلامه، وصاه فيما بينه وبينه ألا يؤمن أبدًا ما عاش، ودائمًا ما بقي».