للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الرفق]

الرفق مطلب ملح، والدعوة والرفق متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر.

الرفق في جانب الدعوة إلى الله ضروري وهام، فالداعي مثل الطبيب الذي يترفق بمريضه ويقلبه ذات اليمين وذات الشمال حتى يبرأ.

وقد حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الرفق بقوله: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه» [رواه مسلم]، خاصة في هذا الزمن الذي تحولت فيه الطبائع وأثرت في الناس القنوات الفضائية، وكثر المعاند وشحت الأنفس.

ذلك أن المقصود من الدعوة إلى الله تبليغ شرائع الله إلى الخلق، ولا يتم ذلك إلا إذا مالت القلوب إلى الداعي، وسكنت نفوسهم لديه، وذلك إنما يكون إذا كان الداعي رحيمًا كريمًا، يتجاوز عن ذنب المسيئ، ويعفو عن زلاته، ويخصه بوجوه البر، والمكرمة والشفقة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه-: «وينبغي أن يكون الداعي حليمًا صبورًا على الأذى، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح».

وقال -رحمه الله-: «ومن تدبر أصول الشرع علم أنه يتطلف بالناس في التوبة في كل طريق».

<<  <   >  >>