تدعو بما تعرف من العلم، وكذلك عن طريق توزيع الكتب والأشرطة، ولما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذًا إلى اليمن قال له:«إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ... ».
عرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بحال المدعو حتى يتهيأ لأسئلته ونقاشه ويعرف مدخله ومخرجه ثم أعلمه إلى ماذا يدعو؟ فبدأ بالتوحيد ثم الصلاة وهكذا.
والحكمة مطلوبة في الدعوة، فالمؤمن كيس فطن أذكر موقفًا: لو كان لدينا مجموعة من المصاحف وهي مصاحف مراجعة إملائيًا وطباعيًا من الإفتاء ومن جهة إشرافية أوكلت لهما مهمة المراجعة، ومطبوع في مجمع الملك فهد بالمدينة، وفيه تصريح وأمر بالطبع من أعلى سلطة هنا، لو وقفنا في الشارع وبدأنا نوزع ... اجتمع واحد وثلاثة وعشرة وكثر الزحام وارتفعت الأصوات واختلط الحابل بالنابل، جاء رجل المرور لأننا أعقنا حركة السير، ثم جاء ... ! تحول الأمر إلى مشكلة هل أخطأنا أم لا؟ نعم، أخطأنا في آلية التوزيع وليس من الحكمة التوزيع هكذا.
قد ينتج عن هذا التصرف رد فعل قوي من الإدارة فتوقف مثلاً توزيع المصحف، فنكون بذلك من أسباب قطع هذا الخير.
لابد من مراعاة الآداب الشرعية والأخلاق المرعية حتى لا يقع الإنسان في حرج وحتى لا يفسد عليه هذا الطريق.