وإذا كان من المفرطين انعكس ذلك على أهل البيت، وهذا واضح جلي وهو إما إلى الخير وإما إلى الشر -والعياذ بالله- فعلى كل أب أن يتفقد نفسه وكل أم أن تنظر في نفسها.
وقد رأى أحد السلف رجلاً يصلي صلاة ينقرها نقرًا، فقال: إني أرحم عياله، قالوا: كيف؟ ، قال: لأنهم يأخذونها عنه.
وأضرب مثلاً: لو أن شابًا ملتزمًا جمع الله له بين الدين والخلق تزوج بامرأة ينقصها الكثير من أمور الدين (لنقل أنها مقصرة) هي وأسرتها، ثم رأوا من الزوج حسن الخلق وطيب التعامل وحسن العشرة ألا يحبونه؟ ! وإذا أحبوه كانت النتيجة الموجوة من دعوته ألا وهي القبول.
ولو كان الأمر بالعكس، وكان فظًا غليظًا لا يحسن المعاملة ويجانب الرفق في حياته! ماذا يكون الأمر يتحول إلى زوج غير مقبول وقل مكروه، بل وتصل هذه السمعة إلى أقارب الزوجة وجيرانهم فتشوه صورة هذا الرجل.
الأول بحسن خلقه واستقامته الاستقامة الصحيحة سوف تهفو إليه قلوب العفيفات، بل والآباء والأمهات يرغبون في تزويج ابنتهم بشاب مثله! والآخر، الله المستعان.
وقد غفل الناس عن القدوة وأضاعوا أمرًا عظيمًا، وأذكر أن بعض السلف قال: كنا نمزح ونضحك فلما صار يقتدى بنا تركنا ذلك.