للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

وكثرَةِ دَرِّهَا. وَللنخْلَةِ التي لَا يُخْلِفُ حَملُهَا، وَكانَتْ مَعَ ذَلِكَ غيرَ مُرْقِلَةٍ يَصْعُبُ الرُقَى فيهَا: هَذِهِ نَخْلَة كَريمَةٌ. وَقيْلَ لِشَجَرةِ العِنَب: كَرْمَةٌ، بِمَعْنَى: كَريمَة. وَذَلِكَ لِكَثرَةِ خَيْرِها وَقُرْب جَنَاهَا. وَقَدْ يُسَمى الشىءُ الذِي لَهُ قَدْرٌ وَخَطَرٌ: كَرِيمَا، وَمِنْه قوله -سُبحَانَهُ- في قِصَّةِ سلَيمَانَ [عليه السلام] (١) وَبَلْقِيسَ: (إني أُلقِيَ إلَيَّ كِتَابٌ كرِيمٌ) [النمل/٢٩]. جَاءَ في تَفْسِيرهِ: كِتَابٌ جَلِيْل، خطِيرٌ، وَقِيلَ: وَصَفته بِذَلِكَ؛ لأنه كَانَ مَخْتوْمَاً. وَقِيلَ كَانَ حَسَنَ الخَطِّ، وَقِيلَ لأنهَا وَجَدَت فِيْهِ كَلَامَا حَسَنَا. وَقَالَ بَعْضُ الأعْرَابِ، وَبَاعَ ناقَة لَهُ:

وَقَدْ تَنْزِعُ الحَاجَاتُ يَا أمَّ مَالِكٍ ... كَرَائِمَ مِنْ رَبٍّ بِهن ضَنينُ

وِمِنْ كرَمِ اللهِ -سُبْحَانَهُ-[أنْ يَبْدأ بِالنعْمَةِ قَيْلَ استحْقَاقٍ، ويتَبَرعُ] (٢) بالإحْسَانِ مِنْ غير استِثابةٍ، وَيَغْفِرُ الذنبَ، وَيَعْفُو (٣) عَنِ المُسِيءِ، وَيَقُولُ الداعي فِي دُعَائِهِ. يَا كَرِيمَ العَفْوِ، فَقِيلَ: إن مِنْ كَرَمِ عَفْوِهِ، أن العَبْدَ إذَا تَابَ عَنِ السيئَةِ، مَحَاهَا عَنْهُ وَكَتَبَ لَهُ مَكَانَهَا حسَنَة.

٤٤ - الرقيب: قَالَ الزَّجَّاجُ (٤): الرَّقِيْبُ، الحَافِظُ الذي لا يَغِيْبُ عَنْهُ شَيْءٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللهِ -سُبْحَانَهُ، وَتَعَالَى (٥) -: (ما يلفظ


(١) زيادة من (م) وسقط منها كلمة: "بلقيس".
(٢) في (م): "أنه يبتدى ..... من غير استحقاق ويبرع .... ".
(٣) في (م): "ويغفر".
(٤) انظر تفسير الأسماء له ص ٥١ بتحقيقنا.
(٥) في (م): "ومنه قوله سبحانه".