[٩٣][و](٤) قوله: "اللهم أعِنِّي ولا تُعِنْ عَلَيَّ، وامْكرْ لي وَلَا تَمْكُرْ عليَّ" معناهُ: أن يُنفِذَ مكرَهُ وحِيْلَتَهُ في عَدُوِّهِ، وَلَا يَنفَذُ مَكْرُ عدوِّهِ وحِيلتُهُ فِيه. وقد يكونُ معنى المَكْرِ: الاسْتدرَاجُ في الطَاعَاتِ؛ فَيُتَوَهَّمُ أنها مَقْبُولَة مِنْهُ وهيَ مَرْدُوْدَةٌ عَلَيْهِ، ويحسَبُ أنهُ مُحسن وهوَ مُسيءٌ. كَقَوْلهِ -سبحانَهُ-: (وهُمْ يَحْسبُونَ أنهم يُحْسِنُونَ صُنْعَاً)[الكهف/١٠٤][وكقوله -تعالى-](٥): (وَبَدَا لَهُم مِنَ الله ما لَم يَكُونوا يَحْتَسِبُونَ)[الزمر/٤٧].
[٩٣] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم ٩٤٣٩، والترمذي برقم ٣٥٥١ دعوات، وأبو داود برقم ١٥١٠ صلاة، وابن ماجه برقم ٣٨٣٠ دعاء، والإمام أحمد ١/ ٢٢٧ من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو، يقول: "ربِّ أعني ولا تُعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني، ويسر الهدى إليّ وانصرني على من بغى عليَّ، ربّ اجعلني لك شكاراً، لك ذكّاراً لك رهاباً، لك مطواعاً، لك مخبتاً، إليك أواهاً منيباً، ربّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري".