أبْقَيْتَني، واجعلهُ الوارثَ مِنِّي" مَعْنَى الوارِثِ -هَا هُنا- الباقِي، وحقيقَةُ الوارِثِ أنَّهُ هو (١) الذِي يَرثُ مُلْكَ الماضِي. سأل اللهَ أنْ يُبْقِيَ لَهُ قوةَ هاتَين الحاسَّتَيْن إِذَا أَدْرَكَهُ الكِبَرُ، وَضَعُفَ مِنْهُ سائِرُ القُوى؛ لِيَكُونَا وارِثَي سائِرَ الأعْضَاءِ والباقِيَين بَعْدَهَا. وقِيْلَ: إنَهُ (٢) دَعَا بِذَلِكَ لِلأعْقَابِ والأوْلَادِ (٣). وَقَوْلُهُ: "واجْعَلْهُ الوَارِثَ مِني" بلفظ الواحد، وَقَدْ ذَكَرَ قَبْلَهُ السَّمْعَ والبَصَرَ، وَهُمَا اثْنَانِ؛ فَإِنَهُ رَدَّ الفِعْلَ إِلَى واحدٍ منْهُما كَقَوْلِ الشَّاعِرِ (٤):
إنَّ شَرْخَ الشَّبَاب] (٥) والشَّعَرَ الأسْـ ... ـوَدَ مَا لَمْ يُعَاصَ كانَ جُنُونَا
وَلَم يَقُلْ: مَا لَمْ يُعَاصَيَا؛ لأنَهُ أرَادَ: مَا لَم يُعَاصَ كُلُّ واحِدٍ منهُما. وَفِيْهِ وَجْهٌ آخَرُ، وَهُوَ أن كُلَّ شَيْئَيْن تقارَبَا في مَعْنَيَيْهِمَا، فَإن الدّلَالَةَ عَلَى أحَدهِمَا دِلَالة عَلَى الآخَرِ (٦).
[٩٧] [و] (٧) قَوْلُه: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَألْحقْنِي بِالرَّفِيْقِ الأعْلَى".
[٩٧] أخرجه البخاري في الفتح من حديث عائشة في المغازي برقم ٤٤٤٠، =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute