ببغداد، وتخرج به خلق كثير، وانتهت إليه إمامة العراقيين.
٦ - إسماعيل الصفَّار؛ أبو علي: قال عنه ياقوت في معجم الأدباء ٨/ ٣٣: علامة بالنحو واللغة، مذكور بالثقة والأمانة، صحب المبرد صحبة اشتهر بها، وروى عنه وسمع الكثير ... أدركه الدارقطني وقال: هو ثقة، صام أربعة وثمانين رمضان، وكان متعصباً للسنَّة.
مات فيما ذكره البغدادي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، ومولده سنة تسع وأربعين ومائتين.
٧ - أبو عمرو بن السمّاك: قال في شذرات الذهب ٢/ ٣٦٦: أبو عمرو بن السماك، عثمان بن أحمد البغدادي الدقّاق: مسند بغداد.
مات في ربيع الأول سنة (٣٤٤ هـ)، وشيّعه خلائق نحو الخمسين ألفاً.
٨ - أبو عمر الزاهد (غلام ثعلب) الحافظ العلامة: واسمه محمد بن عبد الواحد المطرز البغدادي اللغوي، قيل: إنه أملى ثلاثين ألف ورقة في اللغة من حفظه وكان ثقة، إماماً، آية في الحفظ والذكاء. توفي سنة (٣٤٥ هـ) وكان لسعة حفظه تكذبه أدباء وقته، ووثقه المحدثون في الرواية. شذرات الذهب ٢/ ٣٧٠، وتذكرة الحفاظ ٣/ ٨٧٣.
هؤلاء الشيوخ -وغيرهم- هم الذين تخرج عليهم أبو سليمان الخطابي -رحمهم الله- فكانوا مناراتٍ مشعةً على مدى الأجيال، وإن المرء ليعجب في هذا الزمان عندما يسمع بأمثال هؤلاء العلماء الأعلام، ولولا ما تركوه لنا من الآثار لحسبنا أن في الكلام مبالغة، ولكنها الحقيقة نظنها من عالم الخيال، لقصر هممنا ولضعف تحصيلنا، فعندما نقرأ أن غلام ثعلب أملى ثلاثين ألف ورقة في اللغة!! أو أن غيره كان يحفظ كذا وكذا مائة ألف