[١٣]"اللهم إني أسألُكَ الجنةَ، ونعيمَهما، وبَهْجَتَها، وكذا، وكذا، وأعوذُ بكَ مِنَ النارِ وسلاسِلِهَا وأغلالِهَا وكذا وكذا، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنهُ سَيَكُونُ قوم يَعْتَدونَ في الدعاءِ" فإيَّاكَ أنْ تكونَ منهم، فإنكَ إذا سَألْتَهَا، فَأُعْطِيْتَها، أُعْطِيْتَهَا وَمَا فِيها، وإذا تَعَوَّذْتَ من النارِ، فَأُعِذْت مِنْها، أُعِذْتَ مِنْها ومما فِيْها من الشر".
ويُكْرَهُ في الدعَاءِ السَجع، وتَكَلفُ صنعةِ الكلامِ لَهُ، ولا يجوزُ أنْ يُدْعا بالمُحال، وأنْ يطلب ما لا مَطْمَعَ فيه، كَمَنْ يدعُو بالخلودِ في الدنيا، وقد علم، أن الله -سبحانهُ- استأثَرَ بالبقاءِ، وكتَبَ الفناءَ على جميعِ خَلْقِهِ. ولا يدعو بمعصيةٍ، ولا بقطيعةِ رَحمٍ، ونحوها من الأمورِ المحظورةِ، وَلْيَتَخيَّرْ لدُعائهِ، والثناءِ على ربهِ، أحسنَ الألفاظِ، وأنبَلَها، وأجمعَها للمعاني، وأبينَها؛ لأنهُ مناجاةُ العبدِ سَيِّدَ الساداتِ الذي ليس لهُ مثل، ولا نظيرٌ، ولو تقدم بعضُ خَدَم ملوكِ أهل الدُنيا إلى صاحِبِه، ورئيسِهِ في حاجةٍ، يرْفَعُها إليهِ، أو معُوْنَةٍ يطلبُها منْهُ، لَتَخَير لهُ محاسِنَ الكلامِ، ولَتَخَلَّصَ إليه بأجودِ ما يقدرُ عليه من البيانِ، ولئن لم يستعملْ هذا المذهبَ في مخاطبَتِهِ إيَّاهُ، ولم يَسْلُك هذهِ الطريقةَ فيها معهُ، أوشَكَ أن ينبوَ سمْعُهُ عن كلامِهِ، وأنْ لا يحظى بطائلٍ من حاجَتِهِ عندَهُ.
[١٣] أخرجه أبو داود برقم ٩٦ طهارة، وابن ماجه برقم ٣٨٦٤ دعاء، وابن حبان برقم ١٧١ موارد، ورواه الإمام أحمد في المسند ٤/ ٨٦، ٨٧، و٥/ ٥٥، والحاكم ١/ ٥٤٠ من حديث عبد الله بن مغفل بسند صحيح ووافقه الذهبي.