فما ظنُّكَ برَبّ العِزةِ -سُبحانَهُ- وبمقامِ عبدِهِ الذَّلِيْلِ بينَ يَدَيْهِ، ومَنْ عَسَى أنْ يبلغَ بجهدِ بَيَانِهِ كُنْهَ الثناءِ عليهِ؟ وهذا رسولُهُ، وصفيُّهُ - صلى الله عليه وسلم - قد أظهرَ العَجْزَ، والانقطاعَ دونَه؛ فقالَ في مناجاتِهِ:
[١٤]"وأعوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عليكَ أنْتَ، كما أثنيتَ على نفسك". فسبحانَ من جَعَل عَجْزَ العاجِزِينَ عن شُكْرِهِ، والثناء عليه شكراً لهم، كما جَعَل معرفة العارفينَ بأنهم لا يُدْركُونَ كُنْهَ صِفَتِهِ إيماناً لهم، وقد أُولعَ كثيرٌ من العامَّةِ بأدْعِيَةٍ مُنْكَرةٍ اختَرَعُوها، وأسماءٍ سَمَّوْها، ما أنزلَ الله بِها من سُلطانٍ وقد يوجَدُ] (١) في أيديهمْ دستورٌ من (٢) الأسماء، والأدعيةِ يُسَمَّوْنَه:"الألفَ الاسم"(٣). صَنَعَهَا لهُمْ بعضُ المُتكَلِّفِين مِن أهل الجَهْلِ، والجُرأةِ على الله، عزَّ، وجل (٤)، أكثرُها زورٌ، وافتراء على اللهِ، عز، وجل (٥)، فَلْيَجتنبْهَا (٦) الدَّاعي إلا ما وافقَ منها الصوابَ. إنْ شاء الله، تعالى (٧).
[١٤] أخرجه مسلم برقم ٢٢٢ صلاة وسيأتي الحديث برقم (٨٨) فلينظر تخريجه هناك.