المؤلف الذي جمع فأوعى فقد ألف عشرات الكتب في شتى العلوم والفنون وهو المعلم المتميز صاحب المدرسة العصرية التي تحفظ القرآن العظيم وتعلم العلم وهو المحاضر والواعظ المتجول للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو بحق من العلماء العاملين الربانيين وسأحاول في هذه العجالة أن أعرِّف بهذا الشيخ الجليل ومؤلفاته الكثيرة الغزيرة العلم والمنفعة وسأحاول التحدث عن مدرسته وأعماله لأنه مع الأسف الشديد لا يقع التعريف برجال العلم إلا عند وفاتهم وكان الأجدر الكتابة عنهم والتنويه بهم وبأعمالهم وهم أحياء يرزقون أخذاً بأيديهم وحمداً على ما قدموا ويقدموا ..
[التعريف بالشيخ وسيرته]
هو الشيخ الجليل سيدي الحاج محمد باي بلعالم ولد سنة ١٩٣٠ م في قرية (ساهل) من بلدية (أقبلي) دائرة (أولف) ولاية (أدرار) كان والده السيد الحاج محمد عبد القادر من كبار علماء تلك الجهات ترك كتاباً اسمه (تحفة الولدان فيما يجب على الأعيان) رفع فيه لواء السنة وحارب البدعة كما أنه شاعر له عدة قصائد جلها في مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[بداية علمه]
نشأ الشيخ في أسرة علمية متدينة اهتمت بتعليمه فقد أدخل في سن مبكرة إلى كتاب القرية (ساهل أقبلي) لحفظ كتاب الله العزيز فأتم حفظه على يد الشيخ الحافظ لكتاب الله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن المكي بن العالم ثم أخذ على والده المبادئ النحوية والفقهية.