للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أعطني يدك لأبايعك حتى يقول القوم عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله) فيقول له الإمام: (وهل يطمع فيها طامع غيري ثم إنني لا أريد أن أبايع من وراء رتاج) ..... واجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة لينظروا في أمر الخلافة وقالت الأنصار للمهاجرين: (منا أمير ومنكم أمير) وكادت تحدث فتنة بين المجتمعين لولا أن الخليفة " عمر بن الخطاب " حسم الأمر وبايع أبا بكرٍ فبايعه المسلمون بعد ذلك وترك " سعد بن عبادة " شيخ الخزرج الاجتماع غاضباً لأنه كان يرى نفسه أولى بالخلافة من غيره، وتخلف الإمام " عليّ " عن البيعة بعض الوقت إلا أنه بايع الخليفة الجديد " أبا بكر " وهو راض عن البيعة مقبل عليها، غير أن فكرة الأولوية كانت تراود نفس الإمام ومعه السيدة " فاطمة الزهراء " وبعض صحابة الإمام وبني هاشم حتى أن الخليفة " عمر بن الخطاب " قال لابن عباس وهو يشير إلى " عليّ " (أما والله إن كان صاحبك هذا أولى الناس بعد رسول الله ? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? إلا أنا خفناه على اثنين: حداثة السن وحبه بني عبد المطلب (١)).

ومرة أخرى نستمع إلى الخليفة " عمر بن الخطاب " وهو على فراش الموت يشير إلى الإمام " علي " ويقول: (والله لو وليتموه أمركم لحملكم على المحجة البيضاء (٢)).

ومن هنا يمكن القول: إن فكرة التشيع لعليٍّ بالمعنى الذي أشرنا إليه ظهرت بعد وفاة النبي ? صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ? واستمرت حتى القرن الثالث الهجري حيث كان التشيع


(١) - شرح نهج البلاغة ج١ ص١٢٤
(٢) - شرح نهج البلاغة ج١ ص ٦٤

<<  <   >  >>