لحركة الإصلاح أن تُحَكِّمَ كتاب الله ورسوله والعقل في كل رواية يستند عليها بعض فقهائنا علمائنا لتثبيت البدع التي ألصقت بالمذهب الشيعي وأن يكون كل فرد هو الحَكَمُ والقاضي في كل ما يلقى على مسامعه من غثٍّ أو سمين أو صحيح أو سقيم باسم الروايات الواردة عن أئمة الشيعة، وهذه هي الطريقة الوحيدة للخلاص من سلاسل قيّدت عقول الشيعة وقلوبهم عبر القرون.
لقد سمع العالم قبل أكثر من عام زعيماً من زعماء المذهب الشيعي يخطب أمام الجماهير الشيعية في طهران وينقل كلامه عبر الأثير وهو يقول:(إن جبرائيل كان ينزل على السيدة فاطمة الزهراء بعد وفاة أبيها ويحدثها عن قضايا كثيرة) والمسلمون يعتقدون أن هذا الكلام يتناقض مع ضروريات الإسلام وعقائده الأساسية فالوحي قد انقطع بعد وفاة رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - غير أن هذا الكلام ورد على لسان هذا الفقيه استناداً على تلك الروايات الموضوعة التي طالما طلبنا غربلة الكتب الشيعية منها ولكن الأدهى من ذلك أن كلاماً كهذا لم يلق مجابهة من قبل نظراء ذلك الفقيه وأقرانه بل أذعنوا لصحة هذه الرواية بالسكوت الذي هو من علائم الرضا، ولذلك نحن دائماً نحمل بعض زعماء المذهب وعلمائه المسؤولية الكبرى على تلك البدع التي ألصقت بالمذهب الشيعي ووقفوا منها موقف المؤيد أو المسالم، وهذا هو الإمام " علي " يخاطب رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - عندما كان يلي غسله وتجهيزه بقوله: ? بأبي أنت وأمي لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنباء وأخبار السماء (١) ... ?.
[نص الإجازة العلمية للمؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أجاز للعلماء ما أجاز وصلى على محمد وآله مجاز الحقيقة وحقيقة المجاز وبعد:
فإن جناب العالم الفاضل ثقة الإسلام الأخ " موسى " حفيد المرحوم آية الله العظمى السيد " أبو الحسن الأصفهاني الموسوي " رضوان الله عليه ممن بذل جهده في تحصيل العلوم الشرعية حتى حاز بحمد الله رتبة ملكة الاجتهاد مقرونة بالصلاح والسداد وقد أجزت له الأهلية أن يروي عني ما صحّت لي روايته من مشايخي العظام وأساتذتي الكرام وآمل أن لا ينساني من صالح دعواته كما لا أنساه والله سبحانه يوفقه ويرعاه.
صدر من مدرستنا العلمية ............................. بدعاء
.. بالنجف الأشرف ......................... محمد الحسين كاشف الغطاء
صورة من الشهادة العليا في الفقه الإسلامي (الاجتهاد) التي نالها المؤلف قبل ثلاثين عاماً من المرجع الديني الأعلى زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ " محمد الحسين الكاشف الغطا رحمة الله عليه.
وبعد كل هذا فماذا تكون الطريقة التي تسلكها الفئات التي ترفض التصحيح عندما تخذلهم البينات وتقارعهم الحجج، هناك طريق واحد تسلكه عادة أصحاب النفوس المريضة والمأجورين والجهلاء إنه طريق التجريح والطعن في صاحب الدعوة والرأي شأنهم شأن أولئك الذين ذكرهم الله في محكم كتابه بقوله: