للحسين " ولكنهم خذلوه وانضموا إلى الوالي الجديد ولم يبق لمسلم أم يقاتل حتى يقتل أو يغتال " ابن زياد " ويعود إلى السلطة من جديد ولكنه رفض أن يقوم بعمل لا تقره الكرامة والرجولة حتى وإن كان في ذلك مصرعه وخيبة المهمة التي أنيطت به، وهكذا نرى أن النتائج مهما كانت لها من الأهمية فلا تبررها مقدمات دنيئة مثل الغيلة والغدر في دستور الإسلام الخالد وفي عرف أهل بيت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم -
ولنستشهد مرةً أخرى بعمل الإمام " علي " والذي تقول الشيعة إناه تقتدي به ويعتقد بعض فقهائنا ولا سيما أولئك الذين يرون أنفسهم من أنصار الإرهاب بأن عمل الإمام حجة ونقول لهم: إن الإمام نهى أصحابه عن القيام بأي عمل يتنافى مع الكرامة الإنسانية حتى أنه أمر برفع الحواجز التي وضعها جيشه على نهر الفرات في حرب " صفين " لمنع جيش " الشام " من الحصول على الماء ونهى عسكره من القيام بأي عمل يتنافى مع السيرة المتبعة في الحروب بين الرجال، وعندما قتل الثائرون الخليفة " عثمان ابن عفان " وعلم الإمام بذلك لطم " الحسنين " على خدهما لعدم منعهما الثائرين من التقرب إلى الخليفة المقتول وكما نعلم كان " للحسنين " مقام عظيم عند الإمام " علي " عبر عنه في إحدى حروبه وعندما كانا يتقدمان صفوف المحاربين بقوله: ?املكوا عني الغلامين فإني أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله? وعندما نلقي نظرة فاحصة على عصر الرسول الكريم - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - نعلم علم اليقين أن الإرهاب لم يكن معروفاً لديهم وعندما هدّد " أبو لؤلؤة " الخليفة " عمر بن الخطاب " بقوله: (سأصنع لك رحى تحدث عنها العرب) قال الخليفة: ?هددني ابن المجوسية? ولكنه لم يفعل شيئاً بالنسبة إليه ولم يأمر بحجزه أو إبعاده، ولهذا يمكن القول: إن فكرة الاغتيالات لم تكن تراود نفوس المسلمين في عصر الرسالة والخلفاء الراشدين ولم تكن معروفة لديهم ولذلك لم ينظر المسلمون