للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ما يحتاجون إليه بألفاظ وعبارات قريبة من أفهامهم تُناسب مستواهم مع مراعاة التنويع في الأسلوب والتشويق.

٢٦ - إن مراتب الدعوة بحسب مراتب البشر، فالقابل للحق يُدعى بالحكمة، فيبين له الحق بدليله: علماً وعملا ًواعتقاداً، فيقبله ويعمل به , وهذا هو القسم الأول من المسلمين، والقابل للحق الذي عنده شهوات تصدَه عن اتباع الحق يُدعى بالموعظة الحسنة المشتملة على الترغيب في الحق والترهيب من الباطل، ويُغذى بالحكمة التصويرية: من القصص الحكيم، وضرب الأمثال، ولفت القلوب والأنظار إلى الصور المعنوية وآثارها، والآثار المحسوسة , وهذا هو القسم الثاني من المسلمين وهم العصاة , والمعاند الجاحد يُجادل بالتي هي أحسن , والظالم الذي عاند وجحد ولم يقبل الحق بل وقف في طريقه، فهذا يُدعى بالقوة إن أمكن.

فهذه مراتب الدعوة بحسب مراتب البشر، ويلاحظ أن مرتبة الحكمة ملازمة لجميع المراتب الأخرى، وذلك؛ لأن الحكمة في الحقيقة هي وضع الشيء في موضعه والإصابة في الأفعال والأقوال والاعتقادات إصابة مُحكمة مُتقنة.

٢٧ - إن استخدام القوة الفعلية في الدعوة إلى الله- تعالى- من أعظم الحكم عند الحاجة إليها، وهي تكون بقوة الكلام، والتأديب، وبالضرب، وبالجهاد في سبيل الله تعالى إذا لزم الأمر.

٢٨ - أن عوامل المناظرة المشروعة الناجحة:

أالبدء من نقطة التقاء. ب - محاولة إثارة العاطفة وإظهار الخوف عليهم ومحض النصيحة لهم. ج - التذكير بآلاء الله. د - الدعوة إلى إعمال النظر والفكر. ط - عرض منهج أهل السنة والجماعة مُؤيداً بالأدلة الشرعية والبراهين العقلية ودعوته إليه قبل التعرض إلى بيان ما عليه من الباطل والبدعة فيبين له الحق أولاً فإذا استقر في نفسه بعد ذلك تبين له ما كان عليه من قبل.

٢٩ - (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يُعاند الحق ولا يأباه يُدعى بطريق الحكمة والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يُدعى بالموعظة الحسنة وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب والمعاند الجاحد يُجادل بالتي هي أحسن.

<<  <   >  >>