للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة الثابتة الدالة على إثبات هذا الأمر العظيم.

وهذا الأمر مستفيض عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين وحسبنا من ذلك ما قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه:

شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش رب العالمينا

وتحمله ملائكة كرام ... ملائكة الإله مقربينا

وأما الإجماع فقد حكاه غير واحد من أئمة المسلمين.

١_ قال الإمام الأوزاعي (المتوفى سنة ١٥٧هـ): (كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته).

٢ - وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (المتوفى سنة ٢٨٠ هـ) في رده على بشر المريسي:

(اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته).

٣ــ وقال الإمام قتيبة بن سعيد (المتوفى سنه ٢٤٠هـ): (هذا قول الأئمة في الإسلام وأهل السنة والجماعة: نعرف ربنا عز وجل في السماء السابعة على عرشه، كما قال (الرحمن على العرش استوى)

٤ــ وقال الإمام أبو زرعة الرازي (المتوفى سنة ٢٦٤هـ) والإمام أبو حاتم: (أدركنا العلماء في جميع الأمصار، فكان مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه، بلا كيف، أحاط بكل شيء علما).

٥ــ وقال الإمام بن عبد البر حافظ المغرب (المتوفى سنة ٤٦٣هـ) في كتابه التمهيد (٦/ ١٢٤) في شرح حديث النزول ( ... وهو حديث منقول من طرق متواترة، ووجوه كثيرة من أخبار العدول عن النبي صلى الله عليه وسلم ... وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش. والدليل على صحه ما قاله أهل الحق في ذلك: قول الله عز وجل (الرحمن على العرش استوى ... ) انتهى.

٦ - وقال الإمام الحافظ أبو نعيم صاحب الحلية في كتابه محجة الواثقين: (وأجمعوا أن الله فوق سمواته، عال على عرشه، مستو عليه، لا مستولٍ عليه كما تقول الجهمية إنه بكل مكان ... ).

وبهذا يُعلم أن القول بأن الله في كل مكان ليس من أقوال أهل السنة، بل هو قول الجهمية والمعتزلة، ولهذا قال ابن المبارك رحمه الله (المتوفى سنه ١٨١هـ) وقد سئل: كيف ينبغي أن نعرف ربنا؟ قال: على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول: كما تقول الجهمية: إنه هاهنا في الأرض).

<<  <   >  >>