للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العير استنهض صلى الله عليه وسلم مَنْ خَفَّ من أصحابه، وكانوا لا يرون أنه قتال؛ ولذا راحوا في قلة من العَدد والعُدد، خرج معه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً يريدون عير أبي سفيان [١/ب] وسيأتي /شرح هذه القصة، وغزوة بدر (١)، وعلى كل حال أنه لما خرج صلى الله عليه وسلم وقرُب من بدر أرسل بسبس (٢) بن عمرو الجهني وعدي بن أبي الزغباء ينتظرون خبر القوم (٣)، ثم راح هو وأبو بكر وجاءوا إلى شيخ من بني غفار (٤)؛

لأن بدرًا أصله ماء لبني غفار سُمِّي برجل من غفار يُسمى (بدرًا) هو الذي حفر بئر بدر، فقال له صلى الله عليه وسلم: «أَخْبِرْنِي عَنْ أَبِي سُفْيَانَ؟» قال له: لا أخبرك حتى تخبرني، قال له صلى الله عليه وسلم: «إن أخبرتنا أخبرناك»، فقال له الشيخ: ذاك بذاك؟! قال: «نعم»، قال: أُخبرت أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خرج في تاريخ كذا وإن كان المخبر صادقًا فهو الآن في محل كذا -وهو نفس المحل الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- وأن أبا سفيان خرج بعِيْرِه بتاريخ كذا، وإن كان المخبر صادقًا فإنه يكون في محل كذا -للمحل الذي فيه أبو سفيان، فلما أعطاهم الخبر قال: أنجزوا لي الوعد، فأخبروني؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: «نحْنُ مِنْ مَاءٍ». وصار الشيخ يقول: من ماء؟ من ماء العراق؟ لا يدري ما يقصده


(١) انظر تفاصيل الغزوة في السيرة لابن هشام (٢/ ٦٤٣) فما بعدها.
(٢) في صحيح مسلم (١٩٠١): «بُسَيْسَة». قال النووي في شرح مسلم (١٣/ ٤٧): «هكذا هو في جميع النسخ» اهـ ونقل عن القاضي قوله: «والمعروف في كتب السيرة: بسبس ... وهو بسبس بن عمرو» وعقبه النووي بقوله: «يجوز أن يكون أحد اللفظين اسمًا له والآخر لقبًا» اهـ. وانظر: إكمال المُعلم (٦/ ٣٢٢).
(٣) انظر: السيرة ص٦٥٣.
(٤) وهو سفيان الضمري كما في ابن هشام ..

<<  <  ج: ص:  >  >>