للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ} هذا الأذان كائن مبدؤه من الله ورسوله {إِلَى} جميع {النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ} [التوبة: آية ٣] أصل الحج في لغة العرب جرى على ألسنة العلماء أنهم يقولون: الحج في اللغة القصد (١). والحج في لغة العرب أخص من مطلق القصد؛ لأن الحج في اللغة لا يكاد تطلقه العرب إلا على قصد مُتَكَرِّر لأهمِّيَّة فِي المقْصُود. فَكُلّ حَجٍّ قَصْدٌ، ولَيْسَ كل قَصْدِ حَجّاً؛ لأن الحَجّ هو القَصْدُ المُتَكرر لأجل الأهمية الكائنة في المقصود. هذا المعنى معروف في كلام العرب، ومنه قول المخبَّل السعدي؛ حيث قال (٢):

ألَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ أَسْعَدَ أَنَّمَا ... تَخَطَّّاني ريْبُ المَنُونِ الأَكْبَرَا

وَأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كَثِيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَان المُزَعْفَرا

«سِبَّه» يعني به عمامته، أي: يقصدون عمامته -عبر بها عن شَخْصِهِ- قَصْداً كثيراً متكرراً لأهمية ما يرونه عنده من النوال، هذا أصل الحج.

ومعروف أن الحج في اصْطِلَاح الشَّرْعِ (٣): هو الأفعال والأقوال التي تُقَالُ في المنسك المعروف.

قال بعض العلماء: وإنما قال له الأكبر؛ لأن العرب ربما كانوا


(١) انظر: القاموس (مادة: الحج) ٢٣٤، المفردات (مادة: حج) ٢١٨، المصباح المنير (مادة: حج) ص٤٧.
(٢) البيتان في المشوف المعلم (١/ ٢٣١)، ولفظ البيت الأول فيه:
أَلَمْ تَعْلَمِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ أَنَّنِي ... تَخَطَّانِي رَيْبُ الزَّمَانِ الأَكْبَرَا
(٣) انظر: القاموس الفقهي ص (٧٦ - ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>