للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: في أي مكانٍ من أمكنةِ الأرض وجدتموهم.

وقوله: {وَخُذُوهُمْ} يعني: بالأَسْرِ، فمَعْنَى {وَخُذُوهُمْ}: ائسروهم.

وهذه الآية الكريمة من براءة -وهي من آخر ما نَزَلَ مِنَ القُرْآن- تدل على أنه يجوز قتل المشركين وأخذهم بالأسْر، وقال بعض العلماء: هذه الآية من سورة براءة نسخت قوله تعالى: {فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء} [محمد: آية ٤] فليس هناك إلا القتل (١). وقال بعض العلماء: بل آية القِتَال هِيَ الَّتِي نَسَخَتْ آيَةَ بَرَاءَة، فلا يقتل الأسير، إما أن يُمَنَّ عليه وإما أن يُفْدَى (٢).

والتحقيق: أنَّ كل هذه الآيات محكم، وأنها لا يُنْسَخُ بَعْضُها بعضاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم منذ قاتل الكفار، ربما قتل الأسير، وربما فدى الأسير، وربما مَنَّ على الأسير، كل هذا يفعله صلى الله عليه وسلم، فمعلومٌ أنَّه قتل بعض الأُسارى يوم بدر، قتل النضر بن الحارث يوم بدر أسيراً (٣)،


(١) انظر: القرطبي (٨/ ٧٢).
(٢) انظر: القرطبي (٨/ ٧٢).
(٣) راجع ما سبق عند تفسير الآية (١٢) من سورة الأنفال.

<<  <  ج: ص:  >  >>