والله - عز وجل - يحب أولياءه وينصرهم ويسدّدهم، والوليّ لله هو العالم بالله، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته، المبتعد عن معصية الله.
ومن عادى هذا الوليَّ لله فالله - عز وجل - يعلمه بالحرب، قال - صلى الله عليه وسلم -: فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: ((إن الله يقول: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليّ عبدي بِشَيْءٍ أحبّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينّه، ولئن أستعاذني لأُعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته)) (١).
والمعنى أنه إذا كان ولياً لله - عز وجل - فالله يحفظه ويُسدِّده، ويُوفِّقه حتى لا يسمع إلاّ إلى ما يرضي مولاه، ولا ينظر إلاّ إلى ما يحبه مولاه، ولا تبطش يداه إلاّ فيما يرضي الله،
(١) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب التواضع، برقم ٦٥٠٢.