للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجوده تعالى فوق عرشه، فسبحان من هو عليٌّ في دُنوِّه، قريب في عُلوِّه)) (١).

٣٤ - المُجِيبُ

من أسماء الله تعالى ((المجيب)) لدعوة الداعين وسؤال السائلين، وعبادة المستجيبين، وإجابته نوعان:

النوع الأول: إجابة عامة لكل من دعاه: دعاء عبادة، أو دعاء مسألة، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٢)، فدعاء المسألة أن يقول العبد: اللهمّ أعطني كذا، أو اللهم ادفع عني كذا، فهذا يقع من البرّ والفاجر، ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحال المقتضية، وبحسب ما تقتضيه حكمته. وهذا يستدلّ به على كرم المولى وشمول إحسانه للبرّ والفاجر، ولا يدلّ بمجرّده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته إنْ لم يقترن بذلك ما يدلّ عليه وعلى صدقه وتعيّن الحق معه، كسؤال


(١) شرح النونية للهراس، ٢/ ٩٢، وتوضيح المقاصد، ٢/ ٢٢٩.
(٢) سورة غافر، الآية: ٦٠.

<<  <   >  >>