للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخطأ، والجهل لأعماق النفس البشرية، والجهل بما يحدث غداً في أوضاع الإنسان وأحواله وفيما يصلح البشرية في كل عصر ومصر.

وهذا دليل حسّي مُشاهد على عجز جميع البشر عن الإتيان بأنظمة تُصْلِحُ الخلق وتقوّمُ أخلاقهم، وعلى أن القرآن كلام الله سليم من كل عيب، كفيل برعاية مصالح العباد، وهدايتهم إلى كلِّ ما يُصلح أحوالهم في الدنيا والآخرة إذا تمسكوا به واهتدوا بهديه (١)، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (٢).

وبالجملة فإن الشريعة التي جاء بها كتاب الله تعالى مدارها على ثلاث مصالح:

المصلحة الأولى: درء المفاسد عن ستة أشياء (٣):حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنّسب، والعرض، والمال.

المصلحة الثانية: جلب المصالح (٤): فقد فتح القرآن الأبواب لجلب المصالح في جميع الميادين، وسدّ كل ذريعة تؤدي إلى الضرر.


(١) انظر: مناهل العرفان للزرقاني، ٢/ ٢٤٧، وأثر تطبيق الحدود في المجتمع الإسلامي، من البحوث المقدمة لمؤتمر الفقه الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ص١١٧، ومعالم الدعوة للديلمي، ١/ ٤٢٦.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٩.
(٣) درء المفاسد هو المعروف عند أهل الأصول بالضروريات. انظر: أضواء البيان، ٣/ ٤٤٨.
(٤) جلب المصالح يعرف عند أهل الأصول بالحاجيات. انظر: أضواء البيان،٣/ ٤٤٨.

<<  <   >  >>