للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما أدركْتُمْ فصلّوا، وما فاتكم فأتموا)) (١).

وقوله: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت)) (٢).

ولسُمُوِّ الأناة أحبها اللَّه - عز وجل -، قال - صلى الله عليه وسلم - للأشج: ((إن فيك خصلتين يحبهما اللَّه: الحلم والأناة)) (٣).

والرسل - عليهم الصلاة والسلام - هم صفوة الخلق وقدوتهم،

وهم أكمل الناس أناةً وحلماً، وأعظمهم في ذلك وأوفرهم حظَّاً محمد - صلى الله عليه وسلم -.

ومن أمثلة ذلك قصة سليمان مع الهدهد وتثبته وعدم عجلته, قال سبحانه عن ذلك: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ *لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (٤).

فهذا الهدهد من جنود سليمان - صلى الله عليه وسلم - كان غائباً بغير إذن سليمان،


(١) البخاري مع الفتح، كتاب الجمعة، باب المشي إلى الجمعة، وقوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}،٢/ ٣٩٠ (رقم ٩٠٨)، ومسلم في المساجد، باب استحباب إتيان الصلاة بسكينة ووقار والنهي عن إتيانها سعياً، ١/ ٤٢٠، (رقم ٦٠٢).
(٢) مسلم، في كتاب المساجد، باب متى يقوم الناس للصلاة، ١/ ٤٢٢، (رقم ٦٠٤).
(٣) مسلم، في كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان باللَّه - تعالى - ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه، ١/ ٤٨، (رقم ١٨).
(٤) سورة النمل، الآيتان: ٢٠، ٢١.

<<  <   >  >>