للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سبحانه: {وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} (١)، ولاشك أن الإنسان قد خلق من عجل {خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} (٢)؛ ولكنه - بحمد اللَّه - إذا امتثل أمر اللَّه وترك نهيه حسنت أخلاقه وطبائعه.

والعجلة لها أسباب ينبغي اجتنابها، منها: عدم النظر في العواقب، وسنن اللَّه في الكون، ومنها الشيطان عدو الإنسان؛ فإن أساس العجلة من الشيطان؛ لأنه الحامل عليها بوسوسته، فيمنع من التثبت والنظر في العواقب، فيقع المستعجل في المعاطب والفشل (٣)، ولذلك قيل:

يا صاحبي تلوما لا تعجلا ... إن النجاح رهين أن لا تعجلا

وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: لا يزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة (٤).

وينبغي أن يُعْلَم أن العجلة المذمومة ما كان في غير طاعة، ومع عدم التثبت وعدم خوف الفوت، ولهذا قيل لبعض السلف: لا تعجل، فإن العجلة من الشيطان، فقال: لو كان كذلك لما قال موسى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} (٥).


(١) سورة الروم، الآية: ٦٠.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٣٧.
(٣) انظر: شرح السنة للبغوي، ١٣/ ١٧٦، وفيض القدير شرح الجامع الصغير، ٣/ ١٨٤.
(٤) انظر: تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، ٦/ ١٥٣.
(٥) سورة طه، الآية: ٨٤.

<<  <   >  >>