للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخلف، وإذا اؤتمن خان)) (١).

والصدق في النية: الإخلاص في العمل لوجه اللَّه تعالى.

والصدق في العزم على العمل؛ كأن يقول المسلم: لئن عافاني اللَّه لأتصدقنّ في سبيله بكذا، فإذا عوفي دخل الصدق بالوفاء فيما نذر به.

وقد ذم اللَّه - عز وجل - عدم الصدق بالوفاء بالعهد: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} (٢).

والصدق في العمل: يكون بأن لا يختلف ظاهر الداعية المسلم عن باطنه (٣)، فما أجمل وما أحسن، وما أحكم، وما أكرم من سار على هديه - صلى الله عليه وسلم - واتبع سلوكه الحكيم، وكل سلوكه حكيم - صلى الله عليه وسلم - وكيف لا يكون كذلك وهو الذي بعثه اللَّه رحمة للعالمين، متمماً لمكارم الأخلاق، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) (٤).


(١) البخاري مع الفتح، كتاب الإيمان، باب علامات المنافق، ١/ ٨٩، (رقم ٣٣)، ومسلم، في كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق، ١/ ٨٧، (رقم ٥٩).
(٢) سورة التوبة، الآيات: ٧٥ - ٧٧.
(٣) انظر: التاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر، ١/ ٣٣.
(٤) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى بلفظه، ١٠/ ١٩٢، وأحمد، ٢/ ٣٨١، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ٦١٣، وانظر: صحيح الجامع الصغير، ٣/ ٨، برقم ٢٨٣٠، والأحاديث الصحيحة، ١/ ٧٥، برقم ٤٥.

<<  <   >  >>