للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث يفرق بدعوته إلى اللَّه بين الأب وابنه، والأخ وأخيه، والرجل وزوجته، واتهموه بالجنون؛ لأنه خالف شركهم ودعا إلى عبادة اللَّه وحده، ولم يستطيعوا أن يأتوا بأي خلق رذيل فينسبوه إليه - صلى الله عليه وسلم -، وعندما سألهم - صلى الله عليه وسلم - عن صدقه قالوا: ((ما جربنا عليك كذباً)) (١)، ولهذا لُقِّبَ بين قومه بـ ((محمد الأمين)) (٢).

فالصدق والأمانة من أولى الأخلاق وأحكم السلوك، التي يجب على الدعاة إلى اللَّه الاتصاف والتخلِّق بها، والصدق يكون في: القول، والنية، والعزم، والعمل.

فالصدق في القول هو أشهر أنواع الصدق، ويكون بالإخبار، فإن نقل الداعية أو غيره من المسلمين خلاف الواقع وما هو عليه فهو كاذب ومفتر، {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد


(١) البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، باب حدثنا يوسف بن موسى، ٨/ ٧٣٧ (رقم ٤٩٧١)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}، ١/ ١٩٤، (رقم ٢٠٨)، وتقدم تخريجه.
(٢) أحمد في المسند من حديث السائب بن عبد اللَّه - رضي الله عنه -، بإسناد حسن، ٣/ ٤٢٥، قال الألباني في تخريج فقه السيرة للغزالي: وله شاهد من حديث علي - رضي الله عنه - رواه الطيالسي بترتيب الشيخ عبد الرحمن البنا، ٢/ ٨٦.
(٣) سورة النحل، الآية: ١٠٥.

<<  <   >  >>