للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُوَيْصُ بْنُ الرَّيَّانِ الْعَبْدِيُّ:

كَبِرْتُ وَرَقَّ الْعَظْمُ مِنِّي كَأَنَّمَا ... رَمَى الدَّهْرُ مِنِّي كُلَّ عِرْقٍ بِأَهْزَعِ

وَعَاوَدَ قَلْبِي الْغَانِيَاتِ وَزَارَنِي ... غُرَابُ الصِّبَا يَهْفُو، فَقُلْتُ لَهُ: قَعِ

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ " أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: الْقَنِي بِمَنَاصِعَ، فَانْتَهَى إِلَيْهِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ: لَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ، وَأَنَا أُحِبُّ لِقَاءَكَ، فَلَمَّا رَأَيْتُكَ كَرِهْتُكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يَهْلِكْ مِنْ شَيْئِكَ مَا حَكَّمَكَ، وَأَنْتَ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ، وَلَسْتُ أَدْرِي مَا وَرَاءَ ظَهْرِكَ، وَلَمْ يَخِبْ مِنْ غَنِيمَتِهِ مَنْ رَجَعَ سَالِمًا، قَالَ مُعَاوَيَةُ: سَأُقَصِّرُ لَكَ الْحَدِيثَ عَلَى قَدْرِ قِصَرِ لَيْلِكَ، وَلَا أُشَقِّقُهُ لَكَ تَشْقِيقَ رِدَاءِ أَخِي بَنِي مُحَارِبٍ حِينَ يَقُولُ:

فَقُلْتُ لَهَا اجْتَابِي رِدَائِي فَشَقَّقَتْ ... لَهُ سُبُدَاتٍ مِنْ رِقَاقِ نَوَاعِمِ

فَذَكَرَ عُثْمَانَ، ثُمَّ ذَكَرَ عَلِيًّا، فَقَالَ: أَوْقَدَ نَارًا لَا تُطْفَأُ بِالْمَاءِ، وَلَا تُدَاوَى بِالذَّرُورِ، وَلَا سِرَّ رَحِيلٍ مَعَ الرُّغَاءِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا قُلْنَا إِلَّا مَا قَالَ غَيْرُنَا، وَلَا نَطَقْنَا إِلَّا مَا نَطَقَ سِوَانَا، فَتَرَكْتُمُ النَّاسَ جَانِبًا، وَخَيَّرْتُمُونَا بَيْنَ أَنْ قُمْنَا مُتَّهَمِينَ، أَوْ نَزَعْنَا غَيْرَ مُعْتِبِينَ، وَصَاحِبُنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَاللَّهِ لَا يُهَجْهِجُهُ مُهَجْهِجٌ إِلَّا رَكِبَهُ، وَلَا يَرِدُ حَوْضًا إِلَّا أَفْرَطَهُ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>