للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُرْوَى عَنِ الْعَتْبِيِّ، عَنْ أَبيِهِ، قَالَ يَعْقُوبُ: يُقَالُ فُلَانٌ عَلَى رَأْسِ أَمْرِهِ، وَرِيَاسِ أَمْرِهِ، وَرِيَاسٌ عِنْدَهُ أَحْسَنُ.

وَقَوْلُهُ: «فَشَقَّقَتْ لَهُ سُبُداتٍ» ، فَكَأَنَّ السُّبُدَاتِ مَا خَرَجَ عَنِ الثَّوْبِ إِذَا شُقَّتْ مِنْ أُكْلَةٍ مِثْلُ الزِّئْبِرِ الطَّالِعِ، أَوِ الْهُدْبِ الْخَارِجِ، قَالَ الطِّرْمَاحُ يَصِفُ خِشْفًا:

أَوْ كَأَسْبَادِ النَّصِيَّةِ لَمْ ... تَجْتَدِلْ فِي حَاجِرٍ مُسْتَنَامْ

قَالَ: الْأَسْبَادُ: أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ، وَالنَّصِيُّ، نَبْتٌ، وَقَوْلُهُ: لَمْ تَجْتَدِلْ، أَيْ: لَمْ تَتَشَدَّدْ وَلَمْ تَسْمَقْ، يُقَالُ: جَدَلَ الْغُلَامُ يَجْدُلُ جُدُولًا، وَقَدْ تَكُونُ الأَسْبَادُ فِي مَعْنَى اللَّبُوسِ، وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَاءَ، لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتِ:

وَإِنَّا مِنَ الْبَيْضِ سُفْعُ الْخُدُودِ ... وَنَلْبَسُ لِلْحَرْبِ أَسْبَادَهَا

وَمَعْنَى هُمْ فِي تَشْقِيقِ الرِّدَاءِ مَا،

حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ فِي قَوْلِ الدُّهَيْقِينِ مَوْلَى امْرِئِ الْقَيْسِ: كَأَنَّ الصُّبِيرِيَّاتِ يَوْمَ لَقِينَنَا ... ظِبَاءٌ حَنَتْ أَعَنْاقَهَا لِلْمَكَانِسِ

وَهُنَّ بَنَاتُ الْقَوْمِ إِنْ يَشْعُرُوا بِنَا ... يَكُنْ فِي ثِيَابِ الْقَوْمِ إِحْدَى الدَّهَارِسِ

فَكَمْ قَدْ شَقَقْنَا مِنْ رِدَاءٍ مُنَيَّر ... وَمِنْ بُرْقُعٍ عَنْ طَفْلَةٍ غَيْرِ عَانِسِ

إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بِالْبُرْدِ مِثْلُهُ ... دَوَاليكَ حَتَّى كُلُّنَا غَيْرُ لَابِسِ

<<  <  ج: ص:  >  >>