للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ يَعْقُوبُ: هَذَا مِثْلُ قَوْلِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ:

كَأَنَّ ثِيَابِي نَازَعَتْ شَوْكَ عُرْفُطٍ ... تَرَى الثَّوْبَ لَمْ يُخْلِقْ وَقَدْ شُقَّ جَانِبُهْ

قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَانَ يَتَغَزَّلُ وَيَتَحَدَّثُ إِلَى النِّسَاءِ، فَيُشَقِّقْنَ ثَوْبَهُ، وَهُوَ جَدِيدٌ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: كُنَّ يَصْنَعْنَ يَتَفَأَلَنَّ فِيهِ دَوَامَ الْعَهْدِ، وَبَقَاءَ الْمَوَدَةِ.

وَالذَّرُورُ: مَا شَيَّعْتَ بِهِ النَّارَ مِنْ فُتَاتِ الْحَطَبِ، وَدِقَاقِ الْعِيدَانِ.

وَقَوْلُهُ: لَا سِرَّ رَحِيلٍ مَعَ الرُّغَاءِ، فَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: مَا اسْتَسَرَّ مَنْ قَادَ الْجَمَلَ، أَيْ أَنَّهُ عَظِيمٌ لَا يَخْفَى شَخْصُهُ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَفْضَحُهُ بِرُغَائِهِ، قَالَ القُلَاخُ:

أَنَا القُلَاخُ بْنُ جَنَابِ بِنِ جَلَا

أَخُو خَنَاثِيرَ أَقُودُ الْجَمَلَا

أَيْ، لَا أَتَقَنَّعُ مِنْ خِزْيَةٍ، وَلَا أَسْتَتِرُ مِنْ مَخَافَةٍ.

وَالْهَجْهَجَةُ: زَجْرُ السَّبُعُ وَالصِّيَاحُ بِهِ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا صَاحَ بِالسَّبُعِ لِيَكُفَّهُ: نَهْنَهَ بِالسَّبُعِ، وَقَدْ هَرَجَ بِهِ، وَقَدْ جَهْجَهَ بِهِ، كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ: قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ أَسَدًا:

أَوْذِي ذَوَائِدَ لَا يُطَافُ بِأَرْضِهِ ... يَغْشَى الْمُهَجْهِجَ كَالذَّنُوبِ الْمُرْسَلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>