للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ الرَّاعِي:

وَلَكِنَّمَا أَجْدَى وَأَمْتَعَ جَدُّهُ ... بِفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بِهَجْهَجَ نَاعِقُهْ

وَالْفِرْقُ: الْقَطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ، وَيُقَالُ: أَفْرَطَ الْحَوْضَ، أَوِ الْإِنَاءَ إِذَا مَلَأَهُ حَتَّى فَاضَ.

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ «لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَفَضَّ فِيهِمُ الْعَطَاءَ» .

قَالَ أَبُو زَيْدٍ فِي الْعَطَاءِ: إِنَّمَا يُقَالُ: أَفَضَّ الرَّجُلُ الْعَطَاءَ إِفْضَاضًا إِذَا أَجْزَلَ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: فَضَضْتَ مِنْ قَوْلِكَ فَضَضْتَ مَا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، إِذَا قَطَعْتَهُ، وَأَنْشَدَ أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ:

فَمَا فَضَّنَا مِنْ صَائِعٍ بَعْدَ ... عَهْدِكُمْ فَتَطَمْعُ فِينَا زَاهِرٌ وَالْأَصَارِمُ

الْمَفْضُوضُ: الْمَكْسُورُ بَعْدُ أَنْ كَانَ صَحِيحًا.

وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّهُ قَالَ: «يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنِّي لَسْتُ أُحِبُّ لَكُمْ خُلُقًا كَخُلُقِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يَعِيبُونَ الْبَيْتَ، وَهُمْ فِيهِ، كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ شَيَّعَتْهُ نَفْسُهُ، فَاقْبَلُونَا بِمَا فِينَا، فَإِنَّ مَا وَرَاءَنَا شَرٌّ لَكُمْ، وَالْوَسَقُ خَيْرٌ مِنَ الْعَنَقِ، وَلَا مُقَامَ عَلَى الرَّذِيَّةِ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>