للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ.

أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَاءَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمِّهِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِعَاتِكَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهَا قَالَتْ يَوْمَ بَدْرٍ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَلَا بِأَبِي يَوْمَ اللَّقَاءِ مُحَمَّدٌ ... إِذَا عَضَّ مِنْ عُونِ الْحُرُوبِ الْغَوَارِبُ

كَمَا بَرَدَتْ أَسْيَافُهُ عَنْ مَلِيلَتِي ... زَعَازِعَ وَرْدٍ بَعْدُ إِذْ هِيَ حَالِبُ

وَمَا فَرَّ إِلَّا رَهْبَةَ الْمَوْتِ مِنْهُمْ ... حَكِيمٌ وَقَدْ أَعْيَتْ عَلَيْهِ الْمَذَاهِبُ

قَالَ الْكِسَائِيُّ، يُقَالُ: صُلِبَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى، فَهُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْهِ.

٦١٥ - وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: نَا الزُّبَيْرُ، قَالَ: نَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ خَالِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: قَدَمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ الْمَدِينَةَ، يُكَنَّى أَبَا حِبَالٍ، فَنَزَلَ عَلَى أَبِي، وَمَعَهُ ابْنُهُ حِبَالٌ، فَلَمْ يَنْشَبْ حِبَالٌ أَنْ وَعِكَ ثُمَّ مَاتَ، فَقَامَ أَبِي لِحَاجَتِهِ حَتَّى إِذَا هَمَمْنَا أَنْ نُوَارِيَهُ فِي أَكْفَانِهِ، قَالَ أَبُوهُ لِأَبِي: دَعْنِي حَتَّى أَدْخُلَ عَلَيْهِ، فَأُوَدِّعُهُ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ وَذَاكَ، قَالَ: فَدَخَلَ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَسَمِعْنَاهُ، يَقُولُ:

فَلَوْلَا حِبَالٌ لَمْ تُنِخْ بِي مَطِيَّتِي ... بِأَرْضٍ بِهَا الْحُمَّى بِوَرْدٍ وَصَالِبٍ

وَقَائِلَةٌ أَرْدَاكَ وَاللَّهِ حُبُّهُ ... بِنَفسِي حِبَالٌ مِنْ خَلِيلٍ وَصَاحِبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>