للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُمَا حَتَّى هَدَأَ صَوْتُهُ، فَقَالَ أَبِي: ادْخُلُوا عَلَى الرَّجُلِ، فَإِنِّي أَرَاهُ قَدْ مَاتَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ مَاتَ

٦١٦ - وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نَا يُوسُفَ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، قَالَ: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ مَوْلَى حُذَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ، قَالَتْ: فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، وَوَجْهٌ كَأَنَّمَا دِيفَ عَلَيْهِ الرِّدْنِيخُ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ يُطْرِقُ، فَيَعْرِفُ أَصْحَابُهُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِهِ، وَهُوَ يَتَهَلَّلُ وَيَسْفِرُ، فَلَمَّا قَضَى الْوَحِيُّ قَالَ: «أَبْشِرْ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَ ابْنَتِكَ فَوْقَ رَأْسِهَا، فَانْطَلِقْ إِلَيْهَا فَبَشِّرْهَا» .

قَالَتْ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيَّ مِنْ آيَةِ الْمُحْكَمِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: ١١] إِلَى آخِرِ السَّبْعِ الْآيَاتِ، قَالَتْ: فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ مُسْرِعًا إِنْ كَادَ لَيَنْكَبُّ مِنَ الْفَرَحِ وَالسُّرْعَةِ حَتَّى أَتَانِي، فَقَالَ: أَبْشِرِي يَا هَنْتَاهُ، أَوْ يَا بُنَيَّةُ، بِأَبيِ أَنْتِ وَأُمِّي، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ وَعُذْرَكِ، قُلْتُ: بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>