للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٤٧ - وَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَاءَ، قَالَ: نَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: ذَكَرَ قَوْمًا تَمَثُّلَ عَائِشَةَ قَوْلَ لَبِيدٍ: ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ

فَقَالَ يُونُسُ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، نَشَأْتُ فِي حِجْرِ ابْنِ أَبِي قَحَافَةَ وَأَمِّ رُومانَ، حَتَّى إِذَا صَارَتْ زَوْجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنَةَ الصِّدِّيقِ، وَأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ يُعْطِيهَا مُعَاوِيَةُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَتَقْسِمُهَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ تَبْكِي عَلَى زَمَانِ لَبِيدٍ

٦٤٨ - وَنَا إِسْمَاعِيلُ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ رَشِيدٍ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ السَرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَذُّمُّ دَهْرَهَا، وَهِيَ تَتَمَثَّلُ بِبَيْتَيْ لَبِيدٍ:

ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفِ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ

يَتَأَكَّلُونَ خِيَانَةً وَمَشَّحَةً ... وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ

قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَئِنْ ذَمَّتْ عَائِشَةُ دَهْرَهَا، لَقَدْ ذَمَّتْ عَادٌ دَهْرَهَا، قَالَ: وُجِدَ فِي خَزَائِنِ عَادٍ سَهْمٌ مُفَوَّقٌ مَرِيشٌ كَأَطْوَلِ مَا يَكُونُ مِنْ أَرْمَاحِنَا، وَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ:

فَلَيْسَ إِلَى أَجْبَالِ صُبْحٍ بِذِي اللِّوَى ... لِوَى الرَّمْلِ أَعْذَرَتِ النُّفُوسَ مَعَاذُ

بِلَادٌ بِهَا كُنَّا وَكُنَّا نُحِبُّهَا ... إِذِ النَّاسُ نَاسٌ وَالْبِلَادُ بِلَادُ

"

<<  <  ج: ص:  >  >>