للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْهِدَانُ: الْمُسْتَرْخِي النَّؤومُ، وَقَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ سُرَاهُ، وَشِدَّةَ قَلْبِهِ: سَرَيْتُ وَأَحْلَامُ الْهِدَانِ تَعَوَدُهُ ... هُنَيْدَ وَشَتَّى نَوْمُهُ وَنَجَائِيَا

يُرِيدُ أَنَّهُ يَرَى الْأَحْلَامَ، لِأَنَّهُ نَائِمٌ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: الْهِدَانُ، وَالْهِدَاءُ الصُّيَّابَةُ: سَرَاةُ الْقَوْمِ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: صُوَّابَةٌ، وَالْأَكْسَاءُ: الْمَآخِيرُ، يَصِفُهَا بِشِدَّةِ الْعَدِوِّ وَالسَيْرِ، وَكَذَلِكَ أَكْسَاءُ الْقَوْمِ أَدْبَارُهُمْ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الَّذِي: يُرْوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُرْثُمٍ مولى أم برثم، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ فِي الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنَ، قَالَ: وَأَصْحَابَ لَمَّا الْتَقَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَقُومُوا لَنَا حَلْبَ شَاةٍ، إِذْ كَشَفْنَاهُمْ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي آثَارِهِمْ، إِذِ انْتَهَيْنَا إِلَى صَاحِبِ الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ، فَتَلَّقَانَا عِنْدَهُ رِجَالٌ بِيضٌ حِسَانُ الْوُجُوهِ، فَقَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ، ارْجِعُوا فَرَجَعْنَا، وَرَكِبُوا أَكْسَاءَنَا، فَكَانَتِ إِيَّاهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>