للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرِدَ عُكَاظَ، فَاتَّخَذَ مَجْلِسًا بِسُوقِ عُكَاظَ، فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَبْذَخُ عَلَى النَّاسِ، وَعَلَى رَأْسِهِ رَاجِزٌ، يَقُولُ:

نُحْنُ بَنُو مُدْرِكَةَ بنِ خِنْدِفِ ... مَنْ يَطْعُنُوا فِي عَيْنِهِ لَا يَطْرِفُ

وَمَنْ يَكُونُوا قَوْمَهُ يُغَطْرِفِ ... كَأنَّهُمْ لُجَّةُ بَحْرٍ مُسْدِفِ

وَبَدْرُ بْنُ مَعْشَرٍ بَاسِطٌ رِجْلَهُ، يَقُولُ: أَنَا أَعَزُّ الْعَرَبِ، فَمَنْ زَعَمَ، أَنَّهُ أَعَزَّ مِنِّي، فَلْيَضْرِبْهَا بِالسَّيْفِ، فَهُوَ أَعَزُّ مِنِّي، فَضَرَبَهَا الْأَحْمَرُ بْنُ مَازِنِ بْنِ أَوْسٍ، أَحَدُ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَلَى الرُّكْبَةِ فَأَنْدَرَهَا، وَقَالَ: خُذْهَا إِلَيْكَ أَيُّهَا الْمُخَنْدِفُ وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ، فَقَالَ:

إِنَّ بَنِي دُهْمَانَ ذِي التَّغَطْرُفِ ... بَحْرٌ لِبَحرٍ زَاخِرٍ لَمْ يُنْزَفِ

نَحْنُ ضَرَبْنَا رُكْبَةَ الْمُخَنْدِفِ ... إِذْ مَدَّهَا فِي أَشْهُرِ الْمُعَرَّفِ

وَقَالَ الْأَحْمَرُ بْنُ مَازِنٍ:

لَمَّا رَأَيْتُ غِفَارًا حَافِلِينَ لَدَى ... بَدْرٍ وَأَبْرَزَ عَنْ رِجْلٍ يُعَرِّيهَا

ضَرَبْتُ رُكْبَتَهُ إِذْ مَدَّهَا أَشِرًا ... وَقُلْتُ دُونَكَهَا خُذْهَا بِمَا فِيهَا

لَمَّا رَأَى رِجْلَهُ بَانَتْ بِرُكْبَتِهَا ... أَهْوَى إِلَى رِجْلِهِ بَدْرٌ يُفَدِّيهَا

فَقُلْتُ ضُمَّ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بَاقِيهَا ... فَإِنَّمَا لَكَ مِنْهَا الْيَوْمَ بَاقِيهَا

٣٧٢ - وَقَالَ فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّهُ كَانَ " بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ كَلَامٌ، فَقَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>