للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَذَهَبَ ابْنُهُ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ لَهُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ قَوْمُ، أَبْنَاءُ سَبِيلٍ وَأَنْضَاءُ سَفَرٍ، وَفَلُّ سَنَةٍ، فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعْطَى مِنْ سَعَةٍ، أَوْ آسَى مِنْ كَفَافٍ، قَالَ: فَحَلَّ رَجُلٌ دِرْهمًا، فَأَعْطَاهُ فَذَهَبَ ابْنُهُ يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ لَهُ: عَلَى رِسْلِكَ، آجَرَكَ اللَّهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَبْتَلِيَكَ ".

وَالفَلُّ: هُمُ الْقَوْمُ الْمَفْلُولُونَ، وَفَلَلْتُ الشَّيْءَ أَصْلُهُ كَسَرْتُهُ، قَالَ الرَّاجِزُ: عُجَيِّزٌ عَارِضُهَا مُنْفَلُّ ... طَعَامُهَا اللُّهْنَةُ أَوْ أَقَلُّ.

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلطَّعَامِ الَّذِي يَتعَلَّلُ بِهِ الْقَوْمُ قَبْلَ الْغَدَاءِ: السُّلْفَةُ وَاللُّهْنَةُ، يُقَالُ: لَهِّنُوا لِلْقَوْمِ تَلْهِينًا، وَسَلِّفُوهُمْ تَسْلِيفًا، أَيْ قَدِّمُوا إِلَيْهِمْ مَا يَتَعَلَّلُونَ بِهِ قَبْلَ الْغَدَاءِ.

وَيَعْنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ بِقَوْلِهِ: أُرَاقِبُ فِيهِ: أَنَّهُ يُرَاقِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>