لَهُ الصُّبْحُ الْكَاذِبُ.
وَسَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ يُوَجِّهُ قَوْلَ الْعَرَبِ فِي السَّحَرِ، وَيَذْكُرُ اخْتِلَافَهَا فِيهِ، قَالَ: يُقَالُ: أَتَيْتُهُ سَحَرًا وَعَشِيَّةً، وَبُكْرَةً، وَضَحْوَةً، وَغَدْوَةً، وَعَتْمَةً، لِأَنَّهُ نَكِرَةً، وَوَقْتٌ يَكُونُ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَا يُخَصُّ بِهِ يَوْمٌ دُونَ يَوْمٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} [القمر: ٣٤] ، يَعْنِي: سَحَرًا مِنَ الْأَسْحَارِ، وَكَذَلِكَ عَشِيَّةً مِنَ الْعَشَايَا، وَبُكْرَةً مِنَ الْبُكَرِ، فَلَمَّا قَالَ الرَّجُلُ: أَتَيْتُهُ سَحَرَا، فَلَمْ يَتَمَكَّنْ وَلَمْ يَنْصَرِفْ، لِأَنَّهُ يُرِيدُ سَحَرَ يَوْمِهِ وَعَشِيَّةَ يَوْمِهِ، وَغُدْوَةَ يَوْمِهِ، وَعَتْمَةَ لَيْلَتِهِ، فَعَرَّفَ الِاسْمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهِ التَّعْرِيفِ، وَكَانَ وَجْهُ التَّعْرِيفِ فِي هَذَا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ، فَتَقُولُ: السِّحَرُ وَالْعَشِيَّةُ، كَمَا تَقُولُ: الْيَوْمُ، فَكَانَ حِينَئِذٍ قَدْ عُدِلَ سَحَرٌ وَعَشِيَّةٌ، وَمَا أَشْبَهَهُمَا عَنْ وُجُوهِهِمَا فِي التَّعْرِيفِ، فَوَقَعَتْ مَعْدُولَةٌ عَنْ وَجْهِهَا، غَيْرَ مُتَمَكِّنَةٍ، فَلَمْ تَنْصَرِفْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute