للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّاعِرُ: وَرَقَيْتُهُ حَتَمَاتِ الْمُلُوكِ ... بَيْنَ السُّرَادِقِ وَالْحَاجِبِ

يُرِيدُ مِثْلَ قَوْلِ الرَّاعِي: يَذِلُّ لِيَ الْبَوَّابُ مِنْ غَيْرِ نِعْمَةٍ ... كَمَا ذَلَّ نَابَا حَيَّةٍ خَافَ رَاقِيَا

وَمِنْهُ سُمِيَّ الْغُرَابُ حَاتِمًا، لِأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ يَحْتِمُ بِالْفِرَاقِ، أَيْ يُتَفَاءَلُ بِذَلِكَ فِي نَعِيقِهِ، وَأَنْشَدَ: وَهَوَّنَ وَجْدِي أَنَّنِي لَمْ أَكُنْ لَهَمْ ... غُرَابَ شِمَالٍ يَنْتِفُ الرِّيشَ حَاتِمَا

وَذَكَرَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: أَنَّ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: صَدُوفٌ، وَكَانَتْ مُفَوَّهَةً، فَقَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ إِلَّا مَنْ يَرُدُّ عَلَيَّ جَوَابِي، فَجَاءَهَا خَاطِبٌ، فَوَقَفَ بِبَابِهَا، فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: بَشَرٌ وُلِدَ صَغِيرًا، وَنَشَأَ كَبِيرًا، فَقَالَتْ: أَيْنَ مَنْزِلُكَ؟ ، قَالَ: عَلَى بِسَاطٍ وَاسِعٍ، وَبَلَدٍ شَاسِعٍ، قَرِيبُهُ بَعِيدٌ، وَبَعِيدُهُ قَرِيبٌ، قَالَتْ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: مَنْ شَاءَ أَحْدَثَ اسْمًا، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتْمًا، قَالَتْ: كَأَنَّهُ لَا حَاجَةَ لَكَ، قَالَ: لَوْ لَمْ تَكُنْ لِي حَاجَةٌ، لَمْ آتِكِ لِحَاجَةٍ، وَأَقِفُ بِبَابِكِ، وَأَصِلُ بِأَسْبَابِكِ، قَالَتْ: سِرُّ حَاجَتُكَ أَمْ جَهْرٌ، قَالَ: سِرُّ، وَسَتُعْلَنُ، قَالَتْ: فَأَنْتَ إِذًا خَاطِبٌ، قَالَ: هُوَ إِذًا ذَلِكَ، قَالَ: فَرَضِيَتْ فَتَزَوَّجَهَا.

وَجَمْعُ الْحَتْمِ: حُتُومٌ، وَقَالَ أُمَيَّةُ: حَنَانَيْ رَبَّنَا وَلَهُ عَنَوْنَا ... بِكَفَّيْهِ الْمَنَايَا وَالْحُتُومُ

<<  <  ج: ص:  >  >>