وَنَصْفَى وَقَعْرَى وَمَلْأَى، وَلَمْ يَقُولُوا فِي الثُّلُثِ، وَلَا الرُّبُعِ، وَلَا فِي غَيْرِ هَذَا.
وَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: إِنَاءٌ كَرْبَانُ وَقَرْبَانُ وَطَفَّانُ، وَقَالَ: وَذَكَرَ غَنَمًا، فَقَالَ: مَا فِيهِنَّ شَاةٌ إِلَّا وَهِيَ تُدَعْدِعُهُ، وَتُنْهِدُهُ، تُدَعْدِعُهُ: تَمْلَؤُهُ، وَتُنْهِدُهُ: تُقَارِبُ الِامْتِلَاءَ، وَالدَّعْدَعَةُ فِي غَيْرِ هَذَا كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلْعَاثِرِ، قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: كُرِهَ أَنْ يُقَالُ: دَعْ دَعْ، وَأُمِرُوا، أَنْ يَقُولُوا: اللَّهُمَّ أَرْفَعْ وَانْفَعْ، وَدَعْ دَعْ: كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلْعَاثِرِ لِيَرْتَفِعَ بِهَا، وَأَنْشَدَ:
وَوَرْدًا تَرَكْنَاهُ صَرِيعًا وَلَمْ تَقُلْ ... لَهُ إِذْ هَوَى لِلْوَجْهِ وَالنَّحْرِ دَعْدَعَا
وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ الْأَخْفَشَ، يَقُولُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى: كَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: حَبْلٌ مُقَارَبٌ، وَعَمَلٌ مُقَارَبٌ، وَجَمِيعُ أَهْلِ اللُّغَةِ يُخَالِفُونَهُ فِي هَذَا، وَكانَ يُنْشِدُ لِرَجُلٍ مِنَ اللُّصُوصِ تَابَ:
يَارَبِّ عَفْوَكَ عَنْ ذِي تَوْبَةٍ حَذِرٍ ... كَأَنَّهُ مِنْ حِذَارِ النَّارِ مَجْنُونُ
قَدْ كَانَ قَدَّمَ أَعْمَالًا مُقَارَبَةَ ... أَيَّامٍ لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ وَلَا دِينُ
وَغْيَرُهُ يُنْشِدُ: مُقَارِبَةَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute