للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انْذَرَعَ الْعِنَانُ مِنْ يَدِهِ، أَيِ: انْدَفَعَ، وَكُلُّ شَيْءٍ تَقَدَّمَكَ فَقَدْ ذَرَعَكَ، وَيُقَالُ: فَرَسٌ ذَرِعَةٌ إِذَا كَانَتْ سَرِيعَةُ الِانْدِفَاعِ، تَقُولُ: ذَرَعَ فَرَسٌ فَرَسَكَ إِذَا كَانَ أَبْعَدَ خَطْوَةٍ مِنْهُ، وَقَدْ ذَارَعَهُ فَذَرَعَهُ، أَيْ: غَلَبَهُ، وَمِنْهَ قِيلَ لِقَوَائِمِ الدَّابَّةِ: مَذَارِيعُهَا، وَالْوَاحِدُ: مِذْارَعٌ مِنَ الِانْذِرَاعِ، تَقُولُ: مَا أَذْرَعَ الْفَرَسُ، أَيْ: مَا أَبْعَدَ شِحْوَتُهُ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الْخَطْوَتَيْنِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ: ذَرَعَ فُلَانٌ بِيَدِهِ تَذْرِيعًا إِذَا حَرَّكَهَا فِي السَّعْيِ، وَاسْتَعَانَ بِهَا عَلَيْهِ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، لِيَزِيدَ بْنِ خَذَّاقٍ الْعَبْدِيِّ:

فَآضَتْ كَتَيْسِ الرَّبْلِ تَعْدُو إِذَا عَدَتْ ... عَلَى ذَرِعَاتٍ يَعْتَلِينَ خُنُوسَا

قَالَ: الذَّرْعَةُ: الْكَثِيرَةُ الْأَخْذِ مِنَ الْأَرْضِ، يُقَالُ: رِقٌّ ذَرِعٌ وَذَارَعٌ، إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْأَخْذِ مِنَ الشَّرَابِ.

وَقَوْلُهُ: يَعْتَلِينَ خُنُوسَا، فَسَّرَهُ عَلَى ضَرْبَيْنِ، فَأَحَدُهُمَا: يَعْتَلِينَ مَا جَارَاهُنَّ، وَهُنَّ يَخْنَسْنَ مِنْ جَرْيِهِنَّ، أَيْ: قَدْ لَقِينَ مِنْهُ، وَلَمْ يُجْهِدْنَ أَنْفُسَهُنَّ، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ: يَعْتَلِينَ، بِأَيْدِيهِنَّ، ثُمَّ يَخْنَسْنَ، أَيْ: يُسْرِعْنَ الرَّدَّ، وَإِذَا أَسْرَعَ الدَّابَّةَ مَدَّ يَدَهُ، وَلَمْ يُسْرِعْ رَدَّهَا، فَلَيْسَ بِجَوَادٍ، وَلَا سَرِيعٍ.

وَقَالُوا: امْرَأَةٌ ذَرَاعٌ، وَهِيَ الْخَفِيفَةُ الْيَدَيْنِ فِي الْغَزْلِ، وَهِيَ أَذْرَعُ مِنْ غَيْرِهَا، أَيْ: أَغْزَلُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>