للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، قَالَ: الْحِوَاءُ يَكُونُ خَمْسِينَ بَيْتًا أَوْ نَحْوَهَا وَجَمِيعُهَا أَحْوِيَةٌ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِ قَيْسٍ:

تَرَى قِصَدَ الْمُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّهَا ... تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بِأَيْدِي الشَّوَاطِبِ

قَالَ: التَّذَرُّعُ: قَدْرُ ذِرَاعٍ يَنْكَسِرُ فَيَسْقُطُ، وَالتَّقَصُّدُ وَالتَّذَرُّعُ وَاحِدٌ، وَوَاحِدُ الْقِصَدِ قِصْدَةٌ، قَالَ: وَالْمُرَّانِ وَالْوَشِيجُ: عُرُوقُ الْقَنَا، فَنَسَبُوا الْقَنَا إِلَيْهِ، مِثْلَمَا جَعَلُوا الْخُرْصَ: الْرُمْحَ، وَإِنَّمَا هُوَ نِصْفُ السِّنَانِ الْأَعْلَى إِلَى مَوْضِعِ الْجُبَّةِ، وَكَذَلِكَ الْأَسَلُ، إِنَّمَا هُوَ أَطْرَافُ الْأَسِنَّةِ، يُقَالُ: خُرْصٌ وَخِرْصٌ، وَالْجَمْعُ خِرْصَانٌ، وَالشَّاطِبَةُ: الَّتِي تَعْمَلُ الْحُصْرَ مِنَ الشَّطْبِ، يُقَالُ: شَطَبَتْ تَشْطُبُ شَطْبًا وَشُطُوبًا، وَهُوَ أَنْ تَأْخُذَ قِشْرَهُ الْأَعْلَى، وَتَشْطُبُ وَتَلْحَى وَاحِدٌ، كَمَا يُقَالُ: لَحَيْنَاهُمْ لَحْيَ الْعَصَا.

وَاحِدُ الشَّطْبِ شَطْبَةٌ وَهِيَ السَّعْفَةُ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الشَّاطِبَةُ الَّتِي تُقَشِّرُ الْعَسِيبَ، ثُمَّ تُلْقِيهِ إِلَى الْمُنَقِّيَةِ، فَتَأَخُذُ كُلَّ شَيْءِ عَلَيْهِ بِسِكِّينِهَا حَتَّى تَتْرُكَهُ دَقِيقًا، ثُمَّ تُلْقِيهِ الْمُنَقِّيَةُ إِلَى الشَّاطِبَةِ ثَانِيَةً، قَالَ: وَكُلُّ قَضِيبٍ مِنْ شَجَرِ: خُرْصٌ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلَّزُّجِّ: خُرْصٌ، وَأَنْشَدَ لِلْعَجَّاجِ:

حَنَى قَنَاتِي الْكِبَرُ الْمُحَنِّي

أَطَرُ الثِّقَافِ خُرُصُ الْمُقَنِّي.

<<  <  ج: ص:  >  >>